الاثنين، 1 ديسمبر 2014

الرافعة المالية و المتاجرة بالهامش

ان حجم الصفقات المعتادة بين البنوك هو عشرة ملايين دولار، و من الواضح ان صفقات في مثل هذا الحجم فوق استطاعة المستثمر العادي او اغلبهم. ان مشاركة المستثمرين الصغار و المتوسطين في سوق الفوركس اصبحت ممكنة بفضل الوساطة من قبل شركات المتاجرة او السمسرة. ان المستثمرين الصغار في بلدان كثيرة يستطيعون دخول سوق العملات بمبلغ من المال يبدأ بألفي دولاراً فقط. ان شركات المتاجرة تعطي الزبون قرضا يفوق وديعته عدة مرات و يسمي الكتف القرض (الرافعة المالية ) او العتلة المتاجرة. أن وكيل شركة المتاجرة بطريقة الهامش او السمسار يطلب من الزبون وضع مبلغ معين من المال كوديعة ثم يعطي الزبون امكانية المتاجرة بمبلغ يصل 50 او 100 و احيانا 200 مرة قدر الوديعة. و تكون الديعة هي الضمان لدي شركة السمسرة تخصم منها خسارة اى عملية لا يصادفها النجاح. و قد سميت طريقة عمل . (Margin trading) شركات السمسرة هذه التي تعطي فية الشركة كتف القرض بطريقة الهوامش
يمكن القول ببساطة ان المتاجرة بطريقة الهوامش تتلخص في الاتي - ان الزبون المستثمر بوضعه وديعة من المال يحوز علي امكانية المتاجرة بقدر كبير من القروض يعطي من الشركة المتاجرة باسمه تحت ضمان الوديعة التي يعوض منها الخسارة في ايّ عملية غير موفقة.

وخلافاً للمتاجرة المباشرة في العملات في عمليات نقل حقيقى للمال نجد مستخدمي سوق الفوركس، خاصة اذا كانت امكانياتهم المالية محدودة، يستعملون المتاجرة بطريقة الهامش (بالرافعة المالية)او "كتف القرض"
(TRADE LEVERAGE OR MARGIN) بوضعهم مبلغا من المال كوديعة. 

ومن الضروري ان يكون لكل عملية في طريقة الهوامش مرحلتين: شراء (بيع) للعملة بسعر معين، ثم بيعها (شرائها) اللازم بسعر اخر (او بنفس السعر). و تسمي العملية الآولي بفتح الصفقة و الثانية باغلاق الصفقة. و لا يحدث اي تحويلات حقيقية للعملة عند فتح الصفقة سوي دفع التامين اى الوديعة التي تخصم منها اي خسارة قد تحدث نتيجة للعملية كما ذكرنا سابقا. أما بعد اغلاق الصفقة فتعاد الوديعة و يحسب الربح او الخسارة.

كما ذكرنا اعلاه يجب ان تكون عملية التجارة بطريقة الهوامش من مرحلتين: فتح الصفقة و اغلاقها، فاذا تنبأنا مثلا بإرتفاع سعر اليورو بالنسبة للدولار، فإننا نقوم بشراء اليورو الرخيص بالدولار الان و نبيعه عندما يرتفع سعره. في هذه الحالة يكون شكل العملية كالآتي: فتح الصفقة - شراء اليورو، و اغلاق الصفقة - بيع اليورو. و يكون عندنا كل الوقت "صفقة مفتوحة باليورو" حتي اغلاقها. و بالضبط كذلك اذا تنبأنا بهبوط سعر اليورو بالنسبة للدولار فان العملية تكون كالاتي: فتح الصفقة - ببيع اليورو المرتفع السعر، و اغلاق الصفقة - بشراء اليورو الرخيص. بهذه الطريقة نجد انه يمكننا الربح في كلا الحالتين - من هبوط و ارتفاع الأسعار.

و لا تستطيع انت دخول سوق الفوركس مباشرة من غير وسيط. و تكون شركات السمسرة هي ذلك الوسيط. تقدم لك الشركة قناة الاتصال (بالحاسوب او الهاتف)، و تمدك بشكل متواصل و في اي وقت باسعار العملات، و تستطيع انت من خلالها تنفيذ الصفقات. و تستطيع الآن المشاركة في نشاط السوق ليس من مكتب تجاري فقط و انما كذلك من اى حاسوب و انت جالس في منزلك من خلال الانترنت. و تنتشر في الفترة الاخيرة هذه الطريقة للقيام بالعمليات عن طريق الحاسوب بسرعة كبيرة. أن الاسعار التي تظهر علي شاشة الحاسوب هي اسعار لعمليات حقيقية تدور في الفوركس.

يوقّع الزبون عقداًٌ مع شركة السمسرة تقوم بمقتضاه الأخيرة وعلي حسابها الخاص تنفيذ صفقات يامر بها الزبون. و طبيعي أن يكون هناك احتمال الخسارة في حالة ان كانت الصفقة غير موفقة. و لهذا يضع الزبون وديعة في البنك بمبلغ معين من المال لضمان تعويض خسارة الشركة. و يعتمد قدر هذه الوديعة علي حجم الصفقة التي تنفذها الشركة بطلب الزبون و قدر الكتف المقدم (الرافعة المالية) من الشركة للزبون. ففي حالة عدم نجاح الصفقة و تسببها في خسارة للشركة، يكون من واجب الزبون تعويض الشركة عن خسارتها التي سببها لها و الذي يخصم قدرة من الوديعة؛ اما اذا كانت الصفقة ناجحة و حصلت الشركة علي ربح منها فيكون من واجبها اضافة هذا القدر من الربح لوديعة الزبون.

الواجب الرئيسي علي الزبون هو اعطاء امر للشركة باغلاق الصفقة المفتوحة اذ ان الشركة تقوم بالمتاجرة باموالها الخاصة. و اذا لم يحدث ذلك و لم يقم الزبون بطلب اغلاق الصفقة الطويلة فيمكن ان تقوم الشركة باغلاق الصفقة المفتوحة التي يري انها تواصل الخسارة. و من الطبع ان يخسر الزبون في هذه الحالة. و بما انه من النادر ان تتغير اسعار العملات باكثر من اثنين في المائة فيكون من المستحيل عمليا ان يفقد كل وديعتة في ظروف عادية. و لهذا اذا رأي البنك او الشركة ان قدر الخسارة في الصفقة يمكن ان يفوق قد الوديعة يقوم هو باغلاق الصفقة من غير امر الزبون بخسارة لا تتعدي قدر الوديعة.

إن طريقة الهامش مرغوبة نسبة لانها في متناول اليد. فالإستثمار في الأسهم والسندات لا يغري اصحاب الثروة المحدودة، فحتي سندات اكثر المؤسسات ضمانا لا تعطي ربحاً اكثر من 4-6% سنويا. زيادة علي ذلك نجد ان الربح ليس مضمونا و يعتمد علي عمل معين تبذله المؤسسة المعينة. ونجد ان شراء الاسهم يمكن ان يعطي ربحاًٌ معقولاً اذا كانت المضاربة علي ارتفاع سعرها و لكن هذا يتطلب استثماراً كبيراً وطويل المدي. أن المتاجرة بطريقة الهامش ليس لها اية حدود- انك تشتري و تبيع حسب توقعاتك وتقديراتك، و للقيام بعقد صفقة ما يكفي ان تملك 3 -1 من قدرها.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 

طريقك لاحتراف الفوركس Copyright © 2011 | Template design by O Pregador | Powered by Blogger Templates